للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكذب على نفسه، انظر [الأنعام ٢٤/ ٦]، ﴿كَفّارٌ﴾ المصر على الكذب والكفر يحجب الحقيقة عن نفسه، فهو غير قابل للاهتداء لسوء استعداده وسوء جبلّته.

﴿لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفى مِمّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهّارُ﴾ (٤)

٤ - ﴿لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفى مِمّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ﴾ إشارة إلى المشركين الذين اتخذوا من دونه أولياء في الآية السابقة، وهي إشارة خاصة للمسيحية الذين زعموا أن المسيح ابن الله، وهذا القول منهم يناقض صفات الكمال والديمومة لله سبحانه، فهو ليس بحاجة للولد أو الذرية ﴿سُبْحانَهُ﴾ تنزيها له عن النقص ﴿هُوَ اللهُ الْواحِدُ﴾ لا يشاركه في الألوهية أحد ﴿الْقَهّارُ﴾ يقهر عباده بالموت.

﴿خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفّارُ﴾ (٥)

٥ - ﴿خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ كل ما في الكون ذو معنى، ولا يوجد شيء مصادفة، وكل مخلوق يؤدي وظيفة معينة، انظر [ص ٢٧/ ٣٨]، والخطاب استمرار لما تقدّم، فلا معنى ولا مبرر لوجود الذرية، ومن دلائل قدرته وكمال عظمته تكوير الليل والنهار: ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ﴾ في إشارة واضحة لكروية الأرض ﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ منقادين لأمره ﷿، سخرهما للحياة على الأرض ﴿كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى﴾ الشمس في مدارها ضمن المجموعة الشمسية، والقمر في مداره حول الأرض ﴿أَلا هُوَ الْعَزِيزُ﴾ كامل القدرة لا يعجزه شيء ﴿الْغَفّارُ﴾ لذنوب التائبين.

﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ فَأَنّى تُصْرَفُونَ (٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>