عندما فارقهم وكان يترقب حضورهم تصديقا للآية: ﴿لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ (١٥)، ﴿وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ﴾ لأنهم تركوه صغيرا وربما ظنوا أنه صار في عداد الأموات أو بيع في سوق النخاسة.
٥٩ - ﴿وَلَمّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ﴾ بما يرغبون من الحبوب، وأزمعوا الرحيل والعودة إلى بلدهم وقد أدرك يوسف أنهم محتاجون للعودة إليه قريبا طلبا للمزيد من القوت لأن المجاعة سوف تستمر لفترة طويلة فقال لهم: ﴿قالَ اِئْتُونِي﴾ في المرة القادمة ﴿بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ فهو من أم غير أمهم، ويبدو أنهم حدثوه عنه وعن أبيهم الضرير، ولا بد أن يوسف كان في غاية الشوق لمعرفة أحوال أبيه وأخيه بنيامين من أبيه ﴿أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ﴾ للحاضرين دون احتكار، ويبدو أنه بسبب الأزمة الاقتصادية كان يوسف يكتفي بإعطاء حمل بعير واحد فقط لكل فرد ﴿وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾ في استضافة الأغراب.
٦٢ - ﴿وَقالَ لِفِتْيانِهِ اِجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ﴾ التي يقايضون بها ﴿فِي رِحالِهِمْ﴾ حتى يكون ما أخذوه من الحبوب دون مقابل ﴿لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا اِنْقَلَبُوا إِلى﴾