في ذلك الوقت تشهد الرسل على الأمم بالتبليغ: ﴿وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ﴾ (١١)
وقد أجّلت لذلك اليوم العظيم: ﴿لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ﴾ (١٢)
يوم يفصل الرحمن بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون من العقائد والنظريات، ويدرك المرء على وجه اليقين الدوافع التي كانت وراء أعماله وتوجهاته الدنيوية: ﴿لِيَوْمِ الْفَصْلِ﴾ (١٣)، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [السجدة ٢٥/ ٣٢].
يوم الفصل الذي يفوق وصفه إدراك البشر: ﴿وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ﴾ (١٤)
يوم يحيق الويل بالذين أصرّوا على تكذيب الحقيقة: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ (١٥)
فكيف فاتتهم العبرة من هلاك الأمم البائدة؟ ﴿أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ﴾ (١٦)
ومصير من بعدهم في الآخرة، إن لم يكن في الدنيا: ﴿ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ﴾ (١٧)
فالعذاب نتيجة طبيعية لازمة للإجرام والتكذيب: ﴿كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ (١٨ - ١٩)