٧ - ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ﴾ ولا يمنع ذلك أن الأرضين كثيرة وهي مشمولة في لفظ السماوات، انظر آية [الطلاق ١٢/ ٦٥]، ﴿فِي سِتَّةِ أَيّامٍ﴾ أي ستة أطوار زمنية من أطوار الخلق والتكوين، لأنّ اليوم في اللغة مطلق الوقت، فالخلق لم يكن فجائيا بغير تقدير ولا ترتيب، راجع شرح آية [الأعراف ٥٤/ ٧] وآية [يونس ٣/ ١٠]، ﴿وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ﴾ العرش كناية عن سلطته العلوية المطلقة، أمّا كون العرش على الماء فقد يكون إشارة لنشوء الحياة الأولية وتطورها من الماء، انظر آية [الأنبياء ٣٠/ ٢١]، ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ وهي الحكمة من خلق الإنسان مختارا، وفيه إرشاد إلى سنّة من سنن المجتمعات بأن الإحسان في أعمالها يكون سببا لارتقائها ﴿وَلَئِنْ قُلْتَ﴾ لهم أيها النبي ﴿إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ﴾ للحساب والجزاء وهما غاية الابتلاء ﴿لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ لأنهم زعموا أنّ البعث بعد الموت، هو من البطلان والخديعة ما يجعله كالسحر.
٨ - استمرار الخطاب من الآيات السابقة أنّ المصرّين على الكفر بعد تعاميهم عن دراسة الدعوة بفكر مجرّد، وبعد زعمهم أنّ القول بالبعث باطل كبطلان السحر، فهاهنا يستهزئون بتأخير العذاب عنهم: ﴿وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ﴾ قال الطبري أنّ المقصود بالأمّة في هذا الموضع: الأجل والحين، ومعنى الخطاب: ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى مجيء أمة وانصرام أخرى قبلها ﴿لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ﴾ قالوه ويقولونه استهزاء، أي ها نحن نكذّب الرسول والوحي ولا يأتينا العذاب! وذلك من طبيعة الإنسان في الاستعجال بإنكار النذير للاحتجاج على بطلانه، انظر آية [الأنبياء ٣٧/ ٢١]، والجواب: ﴿أَلا يَوْمَ﴾