فيها سوى أربعة قرون، من بداية ملك طالوت حتى سقوط القدس بيد نبو خذنصرّ، راجع شرح آية [المائدة ٣٣/ ٥]،
وقوله ﴿الْأَرْضِ﴾ لا يعني أكثر من فلسطين، وهو شبيه بقوله تعالى على لسان يوسف ﴿اِجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ﴾ [يوسف ٥٥/ ١٢] وقصد بها مصر، وقوله تعالى مخاطبا نبيّه ﴿وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها﴾ [الإسراء ١٣٧/ ١٧] وقصد بها مكة،
﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ﴾ وهي تحريرهم من فرعون بعد بعث موسى فيهم ونزول الرسالة السماوية عليهم ﴿بِما صَبَرُوا﴾ أي بنتيجة صبرهم، والمغزى تذكير بفائدة الصبر ﴿وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ﴾ كان الدمار في مصر لكثرة المصائب التي حلت بهم (الآية ١٣٣)، وبنتيجة تحرير بني إسرائيل من عبوديتهم، ثم غرق فرعون وجيشه في البحر.
تسرد الآيات (١٣٨) وحتى الآية (١٧١) قصة موسى وبني إسرائيل في صحراء التيه:
١٣٨ - ﴿وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ﴾ وهو البحر الأحمر عند خليج السويس، ما بين السويس والإسماعيلية، جاوزوه إلى شبه جزيرة سيناء، وقيل إنّ العبور كان عند البحيرات المرّة، والملاحظ أن موسى بعد عبور البحر لم يتجه مباشرة نحو فلسطين، وإنما اتخذ مع قومه مسارا نحو الجنوب محاذيا شاطئ خليج السويس، لأن موسى كان يعرف حق المعرفة أن قومه لم يكونوا وقتئذ على مستوى من النضوج الفكري، والإيمان اليقيني، والاستعداد النفسي، والسمو الروحي، ما يمكنّهم من دخول الأرض المقدسة، وذلك واضح من خطابهم له في الآية (١٢٩)﴾، فأراد أن تنقضي عليهم مدة من الزمن في سيناء قبل بلوغ هدفهم