للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يكلف نفسا إلا وسعها ﴿سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ﴾ سوف تشاهدون عاقبة العصاة الذين لا يتّبعون الوحي ولا يعملون به، بل يكذّبونه ويتكبرون عنه، كما سوف يلي تفصيله في الآية التالية، وقد يكون في ذلك كشف عن الغيب، أي إنه تعالى سوف يريهم المآل الذي ينتهون إليه بسبب فسوقهم، ويحتمل المعنى أيضا أنه تعالى سيكشف لهم أحوال الفاسقين الداخلية، والتعاسة والمصاعب التي يعيشونها، والمآل الذي ينتهون إليه، فلا ينبغي أن يغترّ المؤمنون بظواهرهم الخارجية من الترف والرفاه.

﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ﴾ (١٤٦)

١٤٦ - تتمة الخطاب من الآية السابقة، بعد نزول الوحي على موسى:

﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ كالذين يظنّون أنهم الشعب المختار، وقد طغت عليهم مشاعر العرق المتفوق والعنصرية المنغلقة والاستعلاء على بقية البشر، وتصنيف الناس إلى صنفين: يهود وأغيار أي غير يهود، ويبيحون لأنفسهم استعباد الأغيار أبد الدهر، انظر (سفر لاويين ٣٩/ ٢٥ - ٤٦)، ويأمرون بتقتيلهم وإبادتهم، انظر (سفر صموئيل ٣/ ١٥) و (سفر التثنية ٢٠/ ٢٥، ١٦/ ١٩)، والحاخامات يقولون: أفضل الأغيار اقتله، ويعتبرون كل نساء الأغيار بغايا، ولحومهم كلحوم الحمير، وعقوبة الاتصال الجنسي معهم كعقوبة خطيئة الوصال مع الحيوانات، وشهادة الأغيار غير مقبولة في المحاكم الحاخامية لأنهم كذبة بالفطرة، ويعتبرون أنّ تقاضي أكبر قدر من الربا منهم واجب ملزم، ويبيحون الغش والخداع والاحتيال في التعامل معهم، بل وسلب ممتلكاتهم، ويحرّمون إقامة الأغيار في أرضهم أو مد يد العون لهم، وغير ذلك كثير (الموسوعة التلمودية، ميشناه توراة، انظر إسرائيل شاحاك)، وهذه الوصايا من ضمن ٦١٣ واجبا دينيا ملزما عندهم صدرت في كتاب سمّوه: "كتاب التربية" طبع مرات عديدة بدعم مالي من

<<  <  ج: ص:  >  >>