٣٨ - ﴿لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا﴾ من أعمالهم الحسان، ويتغاضى عن الأقل والسيئ منها ﴿وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ﴾ بما لم يستحقوه بأعمالهم ﴿وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ رزقا روحانيا وماديا فوق ما الإنسان أهل له.
٣٩ - ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ﴾ التي هي من أعمال البر تحبط، لأن الكفر محبط للعمل ﴿كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ﴾ القيعة جمع ما تسميه العرب القاع، وهو المنبسط البعيد من الأرض الجدباء يلمع تحت أشعة الشمس ﴿يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً﴾ بسبب بريقه تحت الشمس عن بعد ﴿حَتّى إِذا جاءَهُ﴾ العطشان ﴿لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً﴾ سوى أنه سراب خادع وكذلك هو عمل الكافر ﴿وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ﴾ كما هو دائما وأبدا ﴿فَوَفّاهُ حِسابَهُ﴾ وافيا كاملا في دنياه، ولم يبق شيء لآخرته ﴿وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ﴾ لأن الموت أقرب بعيد، يليه البعث والحساب.