﴿وهذا غاية الظلم والشرور أن يجحد الإنسان الفضل المطلق وهو نعمة الهداية الإلهية: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ﴾ فمن شأن هؤلاء أن يمعنوا في الضلال: ﴿وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ (٧)
وأن الكفار لم يكتفوا بإنكار بعثة النبي ﷺ الذي بشّر به عيسى بالاسم، بل كانوا وما زالوا منكبّين على اختلاق الافتراءات ضد الرسالة الإسلامية:
وأن الله تعالى بعث النبيّ الأحمد خاتم الأنبياء والرسل بالهداية إلى البشرية كي يظهر الحق واضحا من الباطل: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ﴾ ولكي يظهر على الأديان التي انحرفت عن مسارها كاليهودية والمسيحية: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ مهما كره ذلك المشركون وعارضوه:
﴿وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (٩)
وهنا تعود السورة إلى موضوع الآيات (٢ - ٣) من حيث إن المؤمن يلزم أن يكون مستعدا للتضحية: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ﴾ (١٠) أي في الدنيا والآخرة، والتجارة المشار إليها موضحة في آية [التوبة ١١١/ ٩] أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة.
فلا بدّ للمؤمنين، الجديرين بهذا اللقب، أن يكونوا على استعداد للتضحية:
حتى يكون الفوز لهم في الآخرة: ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢)﴾