٧٣ - ﴿وَلا تُؤْمِنُوا إِلاّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ﴾ أي لا تأمنوا ولا تصدّقوا إلاّ اليهود أمثالكم، وهذا تتمة كلام أحبار اليهود لأتباعهم، وردّا عليه أمر تعالى رسوله أن يقول لهم ﴿قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ﴾ من الوحي، فالهداية من الله للناس جميعا وليست حكرا عليكم أو على شعب معين، فالله تعالى يؤتي من يشاء من الناس مثلما ما أوتيتم من الهدى والوحي ﴿أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ﴾ بما نزل من الوحي على المسلمين ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ﴾ يجعل النبوة والوحي فيمن يشاء من عباده، وذلك هو الفضل المطلق، أنظر آية [النساء: ٤/ ٥٤]، ﴿وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ فكيف حصرتم بزعمكم هذا الفضل الواسع لبني إسرائيل وحدهم، مع أن الله أعلم بمصالح العباد.
٧٤ - ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ﴾ أي بالنبوة والوحي، انظر آيات [البقرة: ٢/ ١٠٥] و [هود: ١١/ ٦٣، ٢٨] حيث وردت الرحمة بمعنى الوحي ﴿مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ لأن النبوة والوحي أعظم فضل من الله تعالى.
٧٥ - ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ﴾ فيهم من هو في غاية الأمانة ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاّ ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً﴾