للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (٢٩)

٢٩ - ﴿قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ وهو تحذير من كون الباطن موافقا للظاهر وقت التقية، فإن كانت موالاة الكفار بميل إلى الكفر جازاكم عليه، وإن كانت القلوب مطمئنة بالإيمان غفر لكم ولم يؤاخذكم ما دام ذلك لم يسبب ذلك ضررا ولا إيذاء للمسلمين.

﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ﴾ (٣٠)

٣٠ - ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً﴾ يوم تعرض أعمال المرء عليه فيغتبط بما عمل من خير ويصاب بالذعر لما عمل من شر ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ﴾ فمن رأفته بهم أن حذّرهم يوم الحساب، وأن جعل الفطرة سليمة بطبعها ميالة إلى الخير، ومن رأفته تعالى أن أمهل عباده للتوبة.

﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (٣١)

٣١ - ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ قالوا إنّ الآية نزلت على النبي ليخاطب بها وفد نصارى نجران، لأنّهم ادّعوا كما يدّعي جميع النصارى أنهم أبناء الله وأحبّاؤه، ومع ذلك فالخطاب عام، وهو حجّة على كل من يدّعي ذلك في كل الأزمنة، لأنّ الادّعاء يجب أن يصدّقه العمل باتّباع ما جاء به النبي من الوحي والسنّة، ومحبة الله للناس من قبيل الاستعارة وتعني رضا الله وكشف الحجب عن القلوب لمن تحبّب إليه واتبع سنة نبيّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>