للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢/ ١٢]، ﴿غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾ خال من التفاوت والاختلاف والخلل، انظر [النساء ٨٢/ ٤]، وهو أيضا واضح خال من الغموض، متماسك ومتناسق ومحكم، غير ملتبس ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ العواقب السيئة.

﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ (٢٩)

٢٩ - استمرار الخطاب من الآية (٢٧) في ضرب الأمثال:

﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً﴾ مشركا ﴿فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ﴾ رجل مملوك، له أسياد كثر متشاكسون، أي مختلفون عسرون، كناية عن كثرة معبوديه، فهو مشرك يتنازعه معبودوه ﴿وَرَجُلاً﴾ ورجلا موحّدا ﴿سَلَماً﴾ خالصا ﴿لِرَجُلٍ﴾ فرد، أي له سيد واحد فقط ﴿هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً﴾ المعنى لا يستويان، الأول في لوم وعناء دائمين، والثاني في راحة بال وسكينة ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ﴾ وحده، بعد إبطال القول بالشركاء ﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ﴾ أكثر الناس مشركون ﴿لا يَعْلَمُونَ﴾ أن الله وحده مستحق الشكر على نعمائه.

﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ (٣٠)

٣٠ - بعد أن ضربت الآية المتقدمة مثلا بالمشركين والموحّدين، وأن أكثر الناس مشركون، تبين هذه الآية والتي تليها أن الحسم بين المشركين وبين دعوة النبي لهم يكون يوم القيامة: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ﴾ أيها النبي ﴿وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ لا محالة، لأن الدنيا ليست دار قرار، والمشركون في غفلة عظيمة كأنهم ينكرون الموت.

﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ (٣١)

٣١ - ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ إذ لا سبيل لردع المشركين عن شركهم رغم الدلائل القاهرة، بسبب تمسكهم بالتقليد وابتعادهم عن الفكر المستقل، فلا ينفتحون على الحقيقة إلا في الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>