للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقّاها إِلاَّ الصّابِرُونَ﴾ (٨٠)

٨٠ - ﴿وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ بأحوال الدنيا والآخرة، من المؤمنين ﴿وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ﴾ لكم من أموال الدنيا ﴿لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً﴾ لمن جمع الإيمان والعمل الصالح معا ﴿وَلا يُلَقّاها﴾ أي هذه الخصلة من قرن الإيمان مع العمل الصالح ﴿إِلاَّ الصّابِرُونَ﴾ على الطاعات، وعلى مصاعب الدنيا، وعلى مشاق التكليف.

﴿فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ﴾ (٨١)

٨١ - ﴿فَخَسَفْنا بِهِ﴾ بقارون ﴿وَبِدارِهِ الْأَرْضَ﴾ خسف الأرض به قد يكون كناية عن كارثة حلّت به خسر بها ثروته أو صحته أو زعامته أو كلّ ذلك، بعدما طغى وتجبّر وتكبّر، واشتدّ أذاه على الناس ﴿فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ﴾ فتعيده إلى ما كان عليه من القوة والثروة والجبروت ﴿وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ﴾ لا يستطيع نصرة نفسه بنفسه.

﴿وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ﴾ (٨٢)

٨٢ - ﴿وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ﴾ المشار إليهم بالآية (٧٩)﴾، كانوا يغبطونه على ثروته ومكانته ﴿يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ﴾ بالقدر الكثير ﴿لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ﴾ مؤمنهم وكافرهم، فلو بسطتعالى الرزق للمؤمنين فقط لصار الإيمان قسرا، ولانتفى الخيار الأخلاقي ﴿وَيَقْدِرُ﴾ على بعضهم بالقدر القليل ﴿لَوْلا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا﴾ بأن أجابنا لما فيه مصلحتنا ممّا لم نكن نعلم ﴿لَخَسَفَ بِنا﴾ كما خسف بقارون وذهب بجبروته وطغيانه ﴿وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ﴾ الطغاة لا يصلون إلى مبتغاهم، وإن طال بهم الزمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>