﴿أو على الأقل قد يتذكّر الأعمى مطابقة الوحي للفطرة السليمة والدليل العقلي فينفعه ذلك: ﴿أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى﴾ (٤)
أما من استغنى عن الإيمان وعن الهدي الإلهي، وزعم أنه مكتف بذاته غير محتاج للوحي: ﴿أَمّا مَنِ اِسْتَغْنى﴾ (٥)
﴿فَأَنْتَ﴾ أيها الرسول تقبل عليه حرصا على إسلامه: ﴿لَهُ تَصَدّى﴾ (٦)
مع أنه ليس على الرسول - وبالتالي كل مؤمن - سوى البلاغ، فلا يضير الداعية عدم استجابة الغير: ﴿وَما عَلَيْكَ أَلاّ يَزَّكّى﴾ (٧)
وفي مسعى الداعي لإيمان من لا يرجى إيمانه تضيع الفرص على المؤمنين:
﴿وَأَمّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى * وَهُوَ يَخْشى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّى﴾ (١٠)
فالآيات القرآنية ليست سوى تذكرة لمن يرجى إيمانه من سليمي الفطرة:
﴿كَلاّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ﴾ (١١)، والقرآن الكريم قد بلغ مبلغا من الإعجاز والعظمة بحيث لا يتنكر له إلاّ كل مكابر مستكبر فأي حاجة للإصرار على هداهم.
والرسالة الإسلامية ليست قسرا: ﴿فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ﴾ (١٢)
والذكر يكون على ضوء الصحف القرآنية المكرّمة المطهّرة من كل عوج (الكهف ١/ ١٨)، المرفوعة بأيدي دعاة كرام بررة يسفرون عن معناها الحقيقي:
﴿فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرامٍ بَرَرَةٍ﴾ (١٣ - ١٦)
أما الإنسان المصرّ على الكفر رغم هذه الصحف المسفرة عن الحقيقة فهو كمن يقتل نفسه: ﴿قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ﴾ (١٧)
فلينظر هذا المستكبر كيف بدأ خلقه: ﴿مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ (١٨)
خلقه تعالى من نطفة ثمّ قدّره بما هو لائق لمصلحته جسميا ونفسيا وعقليا:
﴿مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩)﴾