أرادوا إخراج من نهاهم عن هذه الفاحشة، أي لوط والمؤمنين به، للسبب المذكور في تتمة الآية: ﴿إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ وهو إقرار منهم أن هذا العمل ينفي عن صاحبه الطهارة المعنوية والحسية، وأنه على أية حال قد غلبت عليهم شهوتهم دون - البهيمية، ولا يريدون الاستماع للتوبيخ أو النصيحة، ويحتمل أيضا أن يكون قولهم على سبيل التهكم.
٨٣ - ﴿فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ﴾ بعد إصرار القوم على المعصية حقّ عليهم العذاب، انظر آيات [هود ٧٧/-٨٣]، أنجاه تعالى مع المؤمنين به، ﴿إِلاَّ اِمْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ﴾ لم تؤمن به امرأته، وقررت البقاء مع قومها الشواذ، ولذا كانت من الغابرين، أي من الهالكين معهم.
٨٤ - ﴿وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً﴾ وهو مطر الإهلاك نزل بهم لقوله تعالى ﴿فَلَمّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود ٨٢/ ١١]، وقد تكون الحجارة التي قذفت بها البراكين ﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾ وهي العبرة من القصة في عاقبة الأمم التي تشيع فيها الفواحش المناقضة للفطرة والشريعة، وقد قال تعالى فيهم: ﴿وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى﴾ [النجم ٥٣/ ٥٣].
٨٥ - ﴿وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً﴾ أي وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا - وهي القصة الخامسة - وأخاهم بمعنى أنه منهم، أمّا منطقة مدين فتمتدّ من شمال غرب الحجاز نحو جنوب فلسطين على شاطئ البحر الأحمر وحتى البحر الميت، وغربا لتشمل جزءا كبيرا من شبه جزيرة سيناء، وقيل إن نفوذهم امتد شرقا في بعض