للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٠ - ﴿فَلَمّا أَتاها﴾ أي النار ﴿نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ﴾ الأيمن عند العرب يعني المبارك ﴿فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ﴾ المحترقة في النار ﴿أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ﴾، وفي سورة النمل: ﴿نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النّارِ﴾ وهو نور الله تعالى، مصدر الإلهام ﴿وَمَنْ حَوْلَها﴾ الملائكة ﴿وَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ تنزيه الله تعالى عن كل نقص وسوء، [النمل ٨/ ٢٧].

﴿وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ﴾ (٣١)

٣١ - ﴿وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ﴾ لمغزى معجزة العصا انظر شرح آية [الأعراف ١٠٧/ ٧]، ﴿وَلّى مُدْبِراً﴾ منهزما ﴿وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾ لم يرجع ﴿يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ﴾ من المخاوف.

﴿اُسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاُضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ﴾ (٣٢)

٣٢ - ﴿اُسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾ فتشع نورا روحانيا ﴿وَاُضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ﴾ يدك ﴿مِنَ الرَّهْبِ﴾ دليل الأمان من الرهبة، بعكس مدّ اليد للدفاع ضد المخاوف ﴿فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ﴾ البرهانان المشار إليهما هما مقدرة موسى على مناقشة فرعون في بلاطه في شؤون دعوته دون خوف معنوي أو حقيقي منه، لشعوره بأن الله معه، والبرهان الثاني لفرعون لبيان أن الحقيقة والظاهر لا يتطابقان دوما.

﴿قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ﴾ (٣٣)

٣٣ - ﴿قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً﴾ قتلت المصري الذي استنجدني عليه العبراني الذي من قومي ﴿فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ﴾ قصاصا.

<<  <  ج: ص:  >  >>