للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لله تعالى وحده، والثانية: أن ليس هنالك من آخرة ولا بعث ولا حساب، فلا مغزى للحياة الدنيا ﴿قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ﴾ لا محالة، بخلاف ما تنظّرون، وتظنّون ظنّا ﴿عالِمِ الْغَيْبِ﴾ الله تعالى وحده يعلم ما هو خارج عالم المشاهدة، وخارج نطاق التصوّر البشري ﴿لا يَعْزُبُ عَنْهُ﴾ لا يبعد عنه ﴿مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ﴾ علمه القديم أحاط بكل شيء مهما صغر أو كبر.

﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ (٤)

٤ - استمرار الخطاب من الآية المتقدمة، والمعنى بلى وربّي لتأتينّكم الساعة ليتحقق الثواب والعقاب:

﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ مجيء الساعة ضروري لتحقيق العدالة ولتحقّق المغزى من الحياة، فيجزى الذين قرنوا إيمانهم بالعمل الصالح ﴿أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ﴾ على ما صدر منهم من هفوات وأخطاء ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ الرزق الروحاني في الجنة من السكينة والطمأنينة.

﴿وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ﴾ (٥)

٥ - ﴿وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ﴾ الذين أرادوا التعجيز، يحسبون أنهم كاملو الاعتماد على أنفسهم، ويظنّون أنهم يفوتون نظام الخلق بما فيه من أسباب ومسببات ﴿أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ﴾ الرجز والرجس بمعنى واحد، وهو القبيح المستقذر حسيّا أو معنويا، وفي هذه الحالة فإن إصرارهم على الكفر وإنكارهم الآخرة قد لوّث نفوسهم بالخبث والقذارة الروحية، انظرآية [الأعراف ٧١/ ٧]، ويكون تقدير الخطاب: أولئك لهم عذاب أليم من رجز، أي العذاب مترتّب على الرجز أو النجس الذي كانوا عليه في دنياهم، فالعذاب ليس اعتباطيّا.

﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>