للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾ [٢٢/ ٥٧]، وبالتالي تحضّ السورة المؤمنين على الثبات والتماسك وقت المصائب والرضا بما كتب الله:

﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ﴾ [٢٣/ ٥٧]، وتحذّرهم من نسب النعم التي يتمتعون بها إلى جدارتهم و"حسن حظّهم": ﴿وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ﴾ [٢٣/ ٥٧]،

وأنه تعالى أرسل الرسل بالبينات لتمكين الإنسان من تمييز الحق من الباطل ولتحقيق العدالة: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ [٢٥/ ٥٧]، وزوّده بالوسائل الكافية لاستخدام موارد الطبيعة - ومنها الحديد - لبناء حضارته: ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنّاسِ﴾ [٢٥/ ٥٧]، ولذا تحذّر السورة من الانعزال عن الدنيا، وأنه تعالى لم يفرض الرهبانية على النصارى وإنما كتب عليهم ابتغاء رضوانه: ﴿وَرَهْبانِيَّةً اِبْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ اِبْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ﴾ [٢٧/ ٥٧]، ولكنّ أكثرية النصارى فسقت عن رسالة عيسى وأفسدتها: ﴿وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ﴾ [٢٧/ ٥٧]، وبالتالي تحضّهم السورة على الإيمان بخاتم الأنبياء والرسل وعلى التخلّي عن الاعتقاد أن الرسالات السماوية والوحي مقتصرة عليهم: ﴿لِئَلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [٢٩/ ٥٧].

[النظم في السورة]

﴿التسبيح تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق به: ﴿سَبَّحَ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١)﴾ حقيقة ومجازا، ونظيره قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء ٤٤/ ١٧] فالمعنى عام حقيقي ومجازي شامل.

<<  <  ج: ص:  >  >>