أنه تعالى بدأ بذكر أنبياء بني إسرائيل - يعقوب - في هذه الآية، ولذا لم يذكر إسماعيل معهم، إذ لم يخرج من صلب إسماعيل من الأنبياء إلاّ محمد ﷺ، ولأن سلالة النبوة انتقلت من بني إسحاق إلى بني إسماعيل، وأما ذكر نوح فالمقصود منه بيان كرامة إبراهيم من جهة أجداده أيضا، وليس من جهة ذريته فقط ﴿وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ من ذريته ﴿وَزَكَرِيّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحِينَ﴾.
٨٧ - ﴿وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ﴾ أي وفضّلنا أيضا بعض آبائهم وبعض ذرياتهم وبعض إخوانهم، بأن كانوا أئمة للهداية ﴿وَاِجْتَبَيْناهُمْ﴾ اخترناهم واصطفيناهم بالنبوة والرسالة واخترنا منهم الصدّيقين والشهداء ﴿وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ في القيام بدعوتهم، فاتبعوا أسلوب الحجة والإقناع والحوار والعقلانية والعلم والترغيب، ولم يتبعوا أسلوب القسر والإكراه والتنفير والتعنيف.
٨٨ - ﴿ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ﴾ الهداية ﴿مِنْ عِبادِهِ﴾ وهو الهدي المشار له في مجمل الآيات (٧١ - ٨٧) ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فلا ينفع مع الشرك شيء من الأعمال الصالحة مهما بلغ فضل أصحابها.