للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿ثُمَّ أَنابَ﴾ نجح سليمان في الاختبار إذ رجع إلى الله تعالى بالتوبة والاستغفار، بعد أن أدرك إن الملك الدنيوي لا يستقيم إذا لم يكن فيه من البعد الروحي والشرع الإلهي.

﴿قالَ رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ﴾ (٣٥)

٣٥ - ﴿قالَ رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً﴾ روحيا خاصّا ﴿لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾ لا يتوارثه الناس كما يتوارثون الملك المادي ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ﴾ تهب الخير لمن تشاء.

﴿فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ﴾ (٣٦)

٣٦ - ﴿فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ﴾ بأساطيله التجارية في البحر الأحمر وفي البحر الأبيض المتوسط، انظر [الأنبياء ٨١/ ٢١] و [سبأ ١٢/ ٣٤]، ﴿رُخاءً حَيْثُ أَصابَ﴾ تسير الريح بأساطيله حيث يريد، جزاء لتواضعه ورغبته في ملك مادي وروحي.

﴿وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنّاءٍ وَغَوّاصٍ﴾ (٣٧)

٣٧ - ﴿وَالشَّياطِينَ﴾ شياطين الإنس والجن ﴿كُلَّ بَنّاءٍ وَغَوّاصٍ﴾ يعملون في توريد المواد وبناء المعبد.

﴿وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ﴾ (٣٨)

٣٨ - ﴿وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ﴾ ربط بعضهم إلى بعض بالقيود، قال الألوسي: إن المراد تمثيل كفّهم عن الشرور بالإقران في الأصفاد، وليس هنالك قيد ولا تقييد حقيقة.

﴿هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ (٣٩)

٣٩ - ﴿هذا عَطاؤُنا﴾ لك من الملك ﴿فَامْنُنْ﴾ بالعطاء لمن يستحق ﴿أَوْ أَمْسِكْ﴾ عن العطاء لمن لا يستحق ﴿بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ تحاسب عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>