للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿والمطلوب أن يعرف الإنسان خالقه فيكيّف وجوده بحسب الهدي الإلهي، غير أنّ الإيمان ليس قسريا بل يترك لخيار المرء: ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ (١٢)

والله تعالى وحده المهيمن على أمور خلقه المتصرف بشؤونهم: ﴿اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (١٣)

وأن طاعة الله والرسول، والعمل بمقتضى القرآن، مقدّمان على الروابط الزوجية والعائلية، فإن حصل تناقض يصبح الطرف غير الملتزم عدوا - من الناحية الروحية والعملية - للطرف المؤمن: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا﴾ في حال توبتهم ﴿فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (١٤)

كما أن طاعة الله والرسول مقدّمة على الروابط الدنيوية التي قد تكون سببا للفتنة: ﴿إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (١٥)

وأنه تعالى لا يكلّف نفسا إلاّ وسعها: ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اِسْتَطَعْتُمْ وَاِسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (١٦)

وتختم السورة كما ختمت سورة (المنافقون) قبلها بالحض على الإنفاق:

﴿إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ﴾ (١٧)

فلا يفوته تعالى شيء من أمور خلقه: ﴿عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>