اليهود في طليعة من يدخل الإسلام، غير أن أملهم خاب بسبب اعتقاد اليهود أن النبي المنتظر يجب أن يكون منهم، فهم يعتبرون الدين والأنبياء حكرا لبني إسرائيل فقط دون غيرهم من الناس، وكانت النتيجة أن استغلّ المنافقون والمشركون موقف اليهود لبث الشكّ في النفوس، وزعموا أن لو كان محمد نبيا حقا لما أحجم اليهود وعلماؤهم عن الإيمان به ﴿وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ﴾ تحريف كلام الله هو تغييره، والفريق منهم هم الأحبار الذين كتبوا الأسفار اليهودية «المقدسة»، انظر شرح الآية (٧٩)، ﴿مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ﴾ اقتنعوا به عقلانيا، ورفضته قلوبهم، وتغلبت عليهم أهواؤهم ومصالحهم ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ تمام العلم شناعة فعلهم.
٧٦ - ﴿وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا﴾ وهم المنافقون من اليهود ﴿وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ﴾ لشدة جهالتهم وعنصريتهم، إذا خلا الأحبار مع عوامهم قالوا لهم: أتحدثون المسلمين بما فتح الله عليكم من أوصاف النبي المنتظر ﴿لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ﴾ ليكون لهم الحجة عليكم عند الله ﴿أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ وهو قول الأحبار لأتباعهم إمعانا منهم في العنصرية والتضليل والاستغلال، وخوفا على مكاسبهم الدنيوية أن تزول.
﴿أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ﴾ (٧٧)
٧٧ - ﴿أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ﴾ يظنّون أن إخفاء جرائمهم في الدنيا ينقذهم من عقاب الآخرة، كما يظنون أن الإله خاص بهم فقط، أي هو إله إسرائيل دون باقي الناس.
٧٨ - ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ﴾ من اليهود أمّيون لجهة جهلهم بكتابهم ﴿لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ﴾ أي كتابهم ﴿إِلاّ أَمانِيَّ﴾ ومفردها أمنية، والمعنى أنهم لا يعلمون من