سورة الانفطار متصلة بسورة التكوير اتصالا واضحا: يوم يزول هذا الكون تظهر الحقيقة المطلقة في إطارها الصحيح، وحتى الموت بمرحليّته الوجيزة جدا يظهر كبداية لحياة جديدة: ﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾ [الانفطار ٤/ ٨٢]، ويزول الغرور عن بني آدم: ﴿يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ [الانفطار ٦/ ٨٢]، الغرور الذي طالما أدّى به إلى التخبط والشك والتكذيب: ﴿كَلاّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ﴾ [الانفطار ٩/ ٨٢].
[محور السورة]
الله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم ملائم لمعيشته ولبيئته، وزوده بالإمكانات الفكرية والروحية التي تسمو به، وبحيث لا يكون عنده من تناقض بين حاجاته الفكرية والجسدية بل يكمل بعضها بعضا، ومع ذلك فالإنسان لا يخلو من غرور: ﴿يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ﴾ [٦/ ٨٢ - ٨]،