وإن سكن المطلقة خلال مدة العدة يجب أن يستمر بذات المستوى المعيشي المعتاد للزوج بلا مضايقة ولا تضييق عليها: ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ﴾ وأن على الزوج الإنفاق على مطلّقته الحامل حتى تضع حملها: ﴿وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾، ولها الخيار في إرضاع الولد مع استمرار النفقة لها خلال فترة الرضاعة: ﴿فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾، وأن يكون التفاهم بينهما مستمرّا بالمعروف: ﴿وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ﴾ وقد لا تستطيع المطلقة الإرضاع لأسباب صحية أو نفسية أو لكونها تريد الزواج من آخر: ﴿وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى﴾ (٦)
وإن إنفاق الزوج خلال كل هذه المدة يجب أن يكون بحسب طاقته المادية:
﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمّا آتاهُ اللهُ لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاّ ما آتاها﴾ وأنه تعالى يجعل اليسر بعد العسر: ﴿سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً﴾ (٧).
ثم تنتقل السورة إلى التعميم أن المجتمعات الإنسانية التي تعتمد على التشريع الوضعي بدلا عن التشريع الربّاني تؤول عاقبتها إلى الخسران: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً * فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً * أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً﴾ وأن المؤمنين المتقين هم الذين يستفيدون من عقولهم في فهم القرآن: