للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾ يتحمّلون التضحيات، على النقيض ممّن في قلوبهم مرض - الآية ٥٢ - ﴿ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ﴾ وهو الجهاد وصفاء القلوب من النفاق ﴿وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ الله تعالى واسع المقدرة، غالب على أمره، عليم بالعواقب.

﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ﴾ (٥٥)

٥٥ - ﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ﴾ الخطاب استمرار لما سبق، والولاية بمعنى النصرة، والمغزى أن لا فائدة من المسارعة باتخاذ مجتمعات اليهود والنصارى أنصارا لبعضكم ضدّ بعض، لأن ذلك كالردّة عن الدين، وإنّما الذي ينصر المؤمنين فعلا هو الله، باتباعكم كتابه ﴿وَرَسُولُهُ﴾ باتباعكم سنّته، واتّباع الذين آمنوا المتصفين بالخشوع: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ﴾ المراد من الركوع هو الخضوع والخشوع، والمعنى أن المسلمين المقيمين لأركان الإسلام، عن خضوع وخشوع لله تعالى، هم الذين يرجو منهم المسلم أن يكونوا أنصارا له.

﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ﴾ (٥٦)

٥٦ - ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ﴾ بعد أن نهى تعالى المؤمنين أن يتولّوا مجتمعات اليهود والنصارى، وأخبرهم أنّ أولياءهم الحقيقيين هو الله، ورسوله، والمؤمنون الخاشعون، فهذه الآية تؤكد لهم أن الذين يعتمدون في نصرتهم على الله ورسوله، وعلى المؤمنين الخاشعين، فإن الغلبة النهائية تكون لهم، وقد شرّفهم تعالى بلقب حزب الله.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اِتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفّارَ أَوْلِياءَ وَاِتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٥٧)﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>