للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[محور السورة]

وجوب اجتماع كلمة المؤمنين على العمل والنظام والتضحية في سبيل عقيدتهم: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ﴾ [٤/ ٦١] في مواجهة الكفار الذين يختلقون الأكاذيب للافتراء على الإسلام:

﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ﴾ حتى يكون الفوز للمؤمنين: ﴿وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ﴾ [٨/ ٦١]، بانتشار رسالة القرآن: ﴿وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [١٣/ ٦١]، وأنه تعالى أيّد نصارى المسيح - الحقيقيين - بظهور الإسلام على اليهودية وعلى المسيحية المنحرفتين عن رسالتي موسى وعيسى : ﴿فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ﴾ [١٤/ ٦١]، أي ظاهرين عليهم بالحجة الصحيحة والمنطق السليم، وأما السلطان فيجعله تعالى في الدنيا لمن يتبع سننه في خلقه، مؤمنا كان أم كافرا.

[النظم في السورة]

﴿كما افتتحت سورة الحشر تفتتح هذه السورة بأنّ كل ما في السماوات وما في الأرض يسبّح لله تعالى، والتسبيح ليس بمجرد القول، ومعناه تنزيه الله تعالى وتبعيده عن كل ما لا يليق به من نقص أو سوء: ﴿سَبَّحَ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (١)

والقول يجب أن يصدّقه العمل والاستعداد للتضحية بما يتطلبه الإيمان، لذا تنهى السورة المؤمنين عن ازدواجية المعايير: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ﴾ (٢)

فغاية البغض عند الله تعالى أن يكون قول المؤمن مغايرا لفعله: ﴿كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>