للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهير، المسمى بإسمه، من إله الشمس «شمس»، ويبدو أن بعثة إبراهيم عاصرت حكم ملك السومريين المسمّى أور - نّمو Ur-Nammu ومنه اشتق اسم النمرود في اللغة العربية.

وقد بلغت أور ذروة ازدهارها وقت بعثة إبراهيم حتى أصبحت أغنى مدن ما بين النهرين، وكان نظام الحياة الدينية فيها وتعدد الآلهة ذا ارتباط وثيق بالنظام السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، ثم كانت بعثة التوحيد التي جاء بها إبراهيم ذات أبعاد كثيرة لم تقتصر على الدين، إذ شكلت تهديدا لطبقة الحكام والكهنة وزعزعت مكانتهم تجاه العوام، وكانت تنذر بالقضاء على النظام الاقتصادي الذي كانت طبقة الكهنة والحكام المستفيد الأول منه، مما يفسر العداوة الشديدة التي قوبل بها إبراهيم واضطهاده ثم طرده.

﴿فَلَمّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴾ (٧٦)

٧٦ - ﴿فَلَمّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ﴾ أي ستره الليل بظلامه، لأن أصل الجن الستر عن الحواس، وقيل سمّيت الجنّ بذلك لأنها لا ترى ﴿رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي﴾ قاله على سبيل المناظرة والمحاجّة مع قومه، أو على سبيل الاستنكار أو التهكم مثل: أهذا ربّي بزعمكم؟ لأن قومه كانوا يعبدون الكواكب وينحتون أصناما لها، والخطاب موجّه لقومه بدليل قوله ﴿يا قَوْمِ﴾ في الآية (٧٨)، ﴿فَلَمّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴾ قاله لمّا غرب الكوكب واختفى، ويقال فلان أفل نجمه أي زال سلطانه، والمعنى أن الكوكب غير جدير بالربوبية، لأن الرب موجود لا يحتجب ولا يغيب ولا يزول سلطانه.

﴿فَلَمّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضّالِّينَ﴾ (٧٧)

٧٧ - ﴿فَلَمّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً﴾ أي مشرقا، وقاله تعريضا بإله القمر عندهم المسمّى نانّر Nannar ، انظر شرح الآية (٧٥)﴾، ﴿قالَ هذا رَبِّي﴾ لتكرار حجّته

<<  <  ج: ص:  >  >>