للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٤ - ﴿فَقالَ الْمَلَأُ﴾ وجهاء القوم الذين يملؤون عيون الناس ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ﴾ أصرّوا على الكفر ﴿ما هذا إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً﴾ رسلا ﴿ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ﴾ فنحن مصرّون على تقليد الآباء والأجداد، ولا سبيل لقبولنا ما يخالف ذلك.

﴿إِنْ هُوَ إِلاّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتّى حِينٍ﴾ (٢٥)

٢٥ - ﴿إِنْ هُوَ إِلاّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ﴾ أصابه الجنون فادّعى النبوة ﴿فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتّى حِينٍ﴾ انتظروا لنرى ما تصير إليه أموره، وقد يفيق ويرجع عما هو فيه.

﴿قالَ رَبِّ اُنْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ﴾ (٢٦)

٢٦ - ﴿قالَ رَبِّ اُنْصُرْنِي﴾ انصر رسالتي فيهم ﴿بِما كَذَّبُونِ﴾ وليكن ذلك عاقبة لتكذيبهم لها.

﴿فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اِصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اِثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾ (٢٧)

٢٧ - ﴿فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اِصْنَعِ الْفُلْكَ﴾ السفينة ﴿بِأَعْيُنِنا﴾ بحفظنا ورعايتنا ﴿وَوَحْيِنا﴾ وأمرنا وتعليمنا لك لكيفية صنعها ﴿فَإِذا جاءَ أَمْرُنا﴾ بالطوفان ﴿وَفارَ التَّنُّورُ﴾ أي وجه الأرض، وشبّه وجه الأرض بالتنور لأن التنانير أو الينابيع تندفع منه، ولأن الينبوع من باطن الأرض كالتنّور في تجويفه، وقد يكون السبب أن باطن الأرض مشتمل على الحمم البركانية فهو كالتنور ﴿فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اِثْنَيْنِ﴾ من بعض الحيوانات، انظر شرح [هود ٤٠/ ١١]، ﴿وَأَهْلَكَ﴾ الذين آمنوا منهم ﴿إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ﴾ بالغرق لإصرارهم على الكفر ﴿وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ لا تشفع لهم، فإنهم لا يستحقون الشفاعة ﴿إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾ محكوم عليهم بالغرق لا محالة، بسبب ظلمهم وشركهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>