من مقلدة الفقهاء قرأت عليهم آيات كثيرة من كتاب الله تعالى في بعض المسائل، وكانت مذاهبهم بخلاف تلك الآيات، فلم يقبلوا تلك الآيات ولم يلتفتوا إليها وبقوا ينظرون إلي كالمتعجب، يعني كيف يمكن العمل بظواهر الآيات مع أن الرواية عن السلف على خلافها! ولو تأملت حق التأمل وجدت هذا الداء ساريا في عروق الأكثرين من أهل الدنيا"، انتهى،
والمغزى أن هؤلاء الناس درجوا على التقليد الذي ذمّه القرآن في آيات عديدة، في حين أن الإسلام مبني على العلم اليقيني، دون التقليد،
﴿وَما أُمِرُوا﴾ أي هؤلاء الذين اتخذوهم أربابا من الأحبار والرهبان، والذين اتبعوهم ﴿إِلاّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً﴾ كما نصّت عليه كتبهم، قبل أن يحرفوها ويعيدوا كتابتها من عند أنفسهم ﴿لا إِلهَ إِلاّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمّا يُشْرِكُونَ﴾ تنزيها له تعالى عمّا أدخلوا في كتبهم وعقائدهم من الشرك.
٣٢ - ﴿يُرِيدُونَ﴾ وهم الأحبار والرهبان وأشياعهم ﴿أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ﴾ يطفئوا الهداية التي أنزلها تعالى على الرسول ﷺ، بالطعن في الإسلام والصدّ عنه بالباطل، وتجاهل الدلائل الدالة على التوحيد وصحة نبوّته ﷺ ﴿بِأَفْواهِهِمْ﴾ بأقاويلهم الباطلة التي ليس لها سند أو أصل، وبما ابتدعه رؤساؤهم من التشريع ونسبوه وينسبونه إلى الوحي، وإدخال الإسرائيليات في التفسير والحديث ﴿وَيَأْبَى اللهُ إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ﴾ بأن تكون الهداية الصحيحة في مقدور كل من يريد من الذين يعملون العقل والفكر والتأمل وينتهون عن التقليد ﴿وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ﴾ إتمام نوره تعالى.