للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحوال ممّا يعده الآخرون، غير المفكّرين، مسلّمات وبدهيات، غافلين عمّا تتضمنّه من إعجاز.

﴿وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاِخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ﴾ (٢٢)

٢٢ - ﴿وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ وما فيهما من إعجاز هائل يكتشفه العلماء والفلكيون كل يوم ﴿وَاِخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ﴾ اللغات المختلفة التي تتكلمون وتتفاهمون بها، واختلافها باختلاف الشعوب والأمم ﴿وَأَلْوانِكُمْ﴾ باختلاف المناطق التي أنتم تقطنونها ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ﴾ معجزات باهرات ﴿لِلْعالِمِينَ﴾ للناس كلّهم.

﴿وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَاِبْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ (٢٣)

٢٣ - ﴿وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ﴾ نومكم ﴿بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ﴾ لراحة الجسم والفكر ﴿وَاِبْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ﴾ بالليل والنهار طلبا للرزق، الذي هو من فضله تعالى، والمغزى ألا ينسب المرء ما يكسبه من الرزق إلى حذاقته وجدارته لا غير، وينسى مسبّب الأسباب ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ لديهم قابلية للسماع، سماع تفهّم واستبصار.

﴿وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (٢٤)

٢٤ - ﴿وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً﴾ تخافون الصواعق والعواصف ﴿وَطَمَعاً﴾ وتطمعون في نزول المطر ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها﴾ بإنبات النبات بعد أن كانت أراضي قاحلة ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ يستعملون عقولهم في استنباط الأسباب، وكيفية تكوّن المطر وهطوله، وما في ذلك من إعجاز مذهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>