نزلت في أواخر الفترة المكية، وهي آخرسورة في مجموعة سور (العنكبوت - الروم - لقمان - السجدة) التي تفتتح بالحروف (ألم)، واشتق اسمها من الإشارة لسجود المؤمنين بالآية (١٥) بالنظر إلى أن الإيمان نقيض الاستكبار.
[ارتباط السورة بما قبلها]
في سورة لقمان المتقدمة أن القرآن الكريم هدى ورحمة لمن يحسنون استخدام مداركهم العقلية: ﴿هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ﴾ (٣١ - ٣)، ومن ثم فمن لا يستخدم العقل يزعم أن القرآن الكريم مفترى: ﴿أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾ (٣٢ - ٣).
وفي سورة لقمان أن يدع المؤمن المصرّين على الكفر وشأنهم: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ﴾ (٣١ - ٢٣)، ثم في سورة السجدة أن المصرّين على الكفر لا يوقنون إلا بعد الفوات: ﴿وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنّا مُوقِنُونَ﴾ (١٢/ ٣٢).
وفي سورة لقمان استكبار الكفار وإعراضهم عن الآيات: ﴿وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ﴾ (٧/ ٣١)، ثم في سورة السجدة أن لو شاء الله تعالى لأجبرهم على الهدى: