السنة النبوية أن يبدأ بعمل الخير: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً﴾ [١٢/ ٥٨]،
وتذم السورة المنافقين المشككين الذين غلبت عليهم مصالح الدنيا فيخدعون أنفسهم ويبررون لها الانحياز إلى أعداء المسلمين: ﴿إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [١٥/ ٥٨]، وأن مخادعتهم أنفسهم لن تفيدهم شيئا لأنه تعالى غالب على أمره: ﴿كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [٢١/ ٥٨]، أما المؤمنون حقا فإنه تعالى يؤيدهم بروح منه: ﴿وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ [٢٢/ ٥٨] لأنهم لا يوادّون من يعمل ضد المسلمين مهما كانت درجة قرابتهم أو المصلحة معهم: ﴿وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ [٢٢/ ٥٨].
[النظم في السورة]
﷽
﴿تبدأ السورة ببيان أحقية المرأة في رفع مظلمتها إلى وليّ الأمر ومجادلته لرفع الظلم عنها بخصوص الظروف السيئة لزواجها: ﴿قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ﴾ فإن كان الله تعالى يسمع التحاور بهذا الموضوع فمن باب أولى أن يسمعه وليّ الأمر: ﴿وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ (١)
وتبطل عادة الجاهلية في الطلاق الجائر المسمّى ظهارا إذ كان يترتب عليه تجريد المرأة من كل حقوقها بالإضافة لمنعها من الزواج ثانية ولذا وصفه تعالى بالزور والمنكر: ﴿الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٢)﴾ وكان الرجل في الجاهلية يقول لزوجته أنت عليّ كظهر أمي، أي محرّمة علي جنسيا كحرمة أمّي عليّ.