والأعمال صوابها من خطئها، ويحكم بصدق النبوّة، والحكيم أيضا بمعنى المحكم الذي لا يتطرق إليه الخلل ولا التناقض، لأنّ القرآن في منتهى الإحكام والإتقان، كما أنّه محكم لا ينسخ منه شيء بخلاف الرسالات السابقة التي نسخت، راجع آية [البقرة ١٠٦/ ٢].
﴿هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ﴾ (٣)
٣ - القرآن أيضا ﴿هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ﴾ الذين يحسنون استخدام إمكاناتهم ومداركهم العقلية، ويستفيدون منها، فيكون فهم القرآن الكريم هدى لهم من جهة، كما هو رحمة لهم من الله تعالى في الدنيا والآخرة.
٤ - ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ﴾ تصديقا لإيمانهم، وما يترتّب عليه من تكليف ﴿وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ إنّ الدنيا ليست نهاية المطاف، بل هي مرحلة أولى وجيزة، تتبعها الآخرة.
٥ - ﴿أُولئِكَ﴾ المذكورون ﴿عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ﴾ باتّباعهم آيات الكتاب الحكيم ﴿وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ في التوصّل إلى عاقبة سعيدة في الدنيا وفي الآخرة.
٦ - ومع ذلك: ﴿وَمِنَ النّاسِ﴾ شريحة من الناس المصمّمين على الكفر، وهم على النقيض من المذكورين بالآيات (٣ - ٥)، ﴿مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ﴾ يبتدعون وينشرون كلاما لا طائل منه سوى الضلال والإضلال، كالنظريات الفلسفية في خلق الكون والإنسان، والسفسطة، بعيدا عن هدي القرآن الذي هو أحسن الحديث، انظر [الزمر ٢٣/ ٣٩]، ﴿لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ﴾ بهدف