للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (١٥٢)

١٥٢ - ﴿وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ تتمة المحرّمات من الآية السابقة، حرّم تعالى على وليّ اليتيم أن يأخذ من مال مكفوله إلاّ بالتي هي أحسن، كالسعي في تنمية المال لصالح اليتيم، وإن كان الوليّ فقيرا يأكل من المال بالمعروف، وإن كان غنيا يعفّ عنه [النساء: ٤/ ٦]، ﴿حَتّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ﴾ أي حافظوا على مال اليتيم حتى يبلغ سن الرشد ثم ادفعوه إليه، انظر [البقرة: ٢/ ٢٢٠] و [النساء: ٤/ ٦].

﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ﴾ وهو تحريم الغش والاحتيال، وتشمل جميع المعاملات بين الناس أن تكون بالقسط - العدل -، وليس فقط معاملات البيع والشراء والتجارة ﴿لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها﴾ وهي قاعدة اليسر ونفي العسر، وحصر التكليف بما في الوسع، ورفع الحرج فيما عدا ذلك، حتى لا يتحمل الناس ما يشق عليهم كالدقة الشديدة في الوزن والحساب.

﴿وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى﴾ وهو تحريم شهادة الزور وتحريم النفاق، ووجوب العدل في الشهادة، وفي إبداء الرأي، وفي التحكيم، وعدم محاباة الأقرباء على حساب العدالة.

﴿وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا﴾ وهو تحريم الغدر والنكث بالعقود، ووجوب الوفاء بالعهد الذي قطعه الإنسان مع خالقه [البقرة: ٢/ ٢٧]، والوفاء بالعهد الذي يبرمه الإنسان مع غيره من الناس [الإسراء: ١٧/ ٣٤]، ﴿ذلِكُمْ﴾ وهي المحرّمات المشار إليها في هذه الآية ﴿وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ أمركم بتذكّرها وباجتناب مخالفتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>