الخرافات، ومن العبودية لأشخاص وأشياء لا تضر ولا تنفع، وبذلك يحافظ الإنسان على كرامته.
﴿وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً﴾ حرّم عليكم الإساءة إلى الوالدين، بل أمركم بالإحسان إليهما إحسانا، وقد تكرر في القرآن الأمر بالإحسان للوالدين، بعد الأمر بعبادة الله وحده.
﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ﴾ أي من فقر، كما كانوا يفعلون في الجاهلية ﴿نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيّاهُمْ﴾ التحريم غير مقتصر على وأد البنات وقتل الأولاد في الجاهلية، فقد يتعدّاه إلى تحريم الإجهاض،
﴿وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ﴾ الفواحش جمع فاحشة، وهي كل ما جاوز الحد مما تستقبحه الفطرة السليمة والعقل الراجح، والمقصود بها المعصية الكبيرة، وكانوا يطلقونها على الزنا واللواط وشدة البخل والربا الفاحش والقذف بالفحشاء والبذاءة المتناهية وغيرها، والآية تنهى عن الفواحش الظاهر منها والباطن، والمعنى لا يكون لديكم مقاييس أخلاقية مزدوجة، إذ لا يخفف من الفاحشة كونها سرّا، بل قد يكون ذلك سببا لانخداع الناس بمرتكبيها، ولا يمنع ذلك أن الجهر بالفواحش في حد ذاته يعد فحشا لأنه يشجع الفساد في المجتمع، ويفسد الأفراد من ذوي الفطرة السليمة.
﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ﴾ قتل النفس وإن كان داخلا في جملة الفواحش، فقد أفرده تعالى بالذكر تعظيما له ﴿إِلاّ بِالْحَقِّ﴾ يجوز قتل النفس لجرم يصدر منها كقتل القاتل عمدا بشرطه، أو القتل دفاعا عن النفس، أو القتل في حرب عادلة دفاعية، والأصل في قتل النفس، مسلم أو غير مسلم، هو الحرمة، وحلّه يحتاج لدليل منفصل.
﴿ذلِكُمْ﴾ إشارة إلى كل المحرّمات المذكورة، ولا يخفى الإعجاز في ترتيبها على هذا النحو ﴿وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ وصّاكم بعدم انتهاك حرمتها، لعلكم تستعملون عقولكم في معرفة فوائد هذه الوصايا وتطبيقها.