للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقتضيه الحكمة، أن يرزق المؤمن والكافر على السواء ﴿أَإِلهٌ مَعَ اللهِ﴾ تشركون مع كلّ هذه الحجج؟ ﴿قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ في دعواكم أن الشركاء المزعومين يقدرون على شيء من ذلك؟

﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيّانَ يُبْعَثُونَ﴾ (٦٥)

٦٥ - ﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ﴾ وحده المختص بعلم الغيب، والعباد لا يعلمون سوى القليل من عالم الشهادة ﴿وَما يَشْعُرُونَ﴾ المخلوقات ﴿أَيّانَ يُبْعَثُونَ﴾ متى ينشرون من قبورهم؟ مع كونه لا بد لهم منه.

﴿بَلِ اِدّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ﴾ (٦٦)

٦٦ - ﴿بَلِ اِدّارَكَ﴾ تدارك ﴿عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ﴾ قصّر علمهم عن حقيقتها ولم يدركوها، إذ هي خارج نطاق تصوّرهم، لكونها في علم الغيب ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها﴾ ليس فقط أنّ علمهم ادّارك بها، بل هم على ما هو أفحش من ذلك بشكّهم بحقيقتها ﴿بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ﴾ ليس علمهم ادّارك بها فحسب، وشكّوا بحقيقتها، بل هم على ما هو أفحش من ذلك بأنهم عمي البصيرة عنها، وبأنّ القيامة كائنة لا محالة، كما سوف يرد بالآية التالية:

﴿وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنّا لَمُخْرَجُونَ﴾ (٦٧)

٦٧ - ﴿وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وأصرّوا على الكفر ﴿أَإِذا كُنّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنّا لَمُخْرَجُونَ﴾ من قبورنا؟ وذلك لقصور عقولهم، أو بسبب عنادهم ومكابرتهم، أو لإصرار عقلهم الباطن على التهرب من مسؤولياتهم الأخلاقية التي يترتب عليها حساب الآخرة.

﴿لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٦٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>