٣ - ﴿خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ على النقيض مما يظن المشركون العابثون فإنّ الخلق تمّ بالحق، أي هو ذو معنى ومغزى، وليس من صدفة في شيء ﴿تَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ﴾ به تعالى من دنياهم، من أوهام، ومن شركاء ووسطاء وشفعاء وهميين لا يقدرون على شيء،
٤ - ﴿خَلَقَ الْإِنْسانَ﴾ الذي كرّمه تعالى على سائر المخلوقات بالفكر المجرّد فعلّمه الأسماء كلها، وكرّمه بالحرية الفكرية [السجدة ١٣/ ٣٢]، الآية (٩)، وسخّر له من مخلوقاته، الآيات (١٨/ ٥)، وأرشده إلى الطريق القويم، الآية (٩)،
﴿مِنْ نُطْفَةٍ﴾ من بداية وضيعة بسيطة جدا ﴿فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ﴾ من بداية النطفة المتواضعة إلى مخلوق قادر على المنطق والمحاجّة، ممّا قد يرتفع به فكريا إلى أعلا علّيين، أو يهبط به أسفل سافلين دون أن يفقه شيئا من مغزى الخلق فيتحدّى ويستعجل العذاب، الآية (١)، وفي الانتقال من البداية البسيطة المتواضعة إلى تمام الخلق من الإعجاز ما فيه، ما يدحض شرك المشركين وحجج المخاصمين،
٥ - ﴿وَالْأَنْعامَ﴾ وهي الضأن والمعز والإبل والبقر، انظر آيتي [الأنعام ١٤٣/ ٦ - ١٤٤]، ﴿خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ﴾ من وبرها وصوفها كما هو مفصّل في الآية (٨٠)، ﴿وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ﴾ وما في ذلك مزيد من دلائل الإعجاز من جهة، وتكريم الإنسان بتسخير المخلوقات له من جهة ثانية، وأكثر الناس غافلون عن ذلك،