١١٤ - ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اِسْمُهُ﴾ لأن اليهود كانوا يمنعون غيرهم من دخول معابدهم، وكان دخول معبد القدس من قبل غير اليهود يعدّ جريمة عقوبتها الموت، وبالعكس تعرض اليهود للاضطهادات الدينية من قبل النصارى في كثير من العصور ﴿وَسَعى فِي خَرابِها﴾ يخرّبون معابد بعضهم البعض بحجّة أن كلّ فريق منهم يعتقد ضلال الطرف الآخر، ومغزى الآية وجوب احترام أماكن العبادة التي يعبد فيها الله رغم الخلاف الديني مع أصحابها، انظر أيضا آية [الحج ٢٢/ ٤٠]، وقد استقبل النبي ﷺ وفد نصارى نجران في مسجده في السنة العاشرة من الهجرة وسمح لهم أن يمارسوا شعائرهم في مسجده رغم الخلاف الكبير بين العقيدتين الإسلامية والمسيحية ﴿أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاّ خائِفِينَ﴾ لا يحق لهم دخولها إلاّ خائفين من الله تعالى فكيف يدخلونها مفسدين ومخربين؟ ﴿لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ﴾ لأنّ تعطيل المساجد وإنكار الدين يؤديان إلى الفواحش والمنكرات والشرور، وفساد وتفكك وانهيار المجتمع، فينالهم خزي الدنيا ﴿وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾ عدا ما لحق بهم من خزي الدنيا.
١١٥ - ﴿وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ﴾ المشرق والمغرب كناية عن الخلق بكامله ﴿فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ الله ليس محدودا بالمكان، والآية استمرار لما قبلها بحرية التوجه إلى الله تعالى في الصلاة والمساجد، وفيها نهي ضمني عن الاضطهاد الديني والتزمّت والتعلّق بالشكل.
١١٦ - ﴿وَقالُوا اِتَّخَذَ اللهُ وَلَداً﴾ وهي العقيدة المسيحية التي ابتكرها بولس بعد رفع المسيح وروّج لها بين الوثنيين الهلنستيين في الإمبراطورية البيزنطية ﴿سُبْحانَهُ﴾ أي تنزّه الله عن الصفات البشرية، لأنّ اتّخاذ الولد حتى بالمعنى