٢٣ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اِسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ﴾ تأكيد على البراءة من المشركين ولو كانوا ذوي قربى، ويلاحظ في الآية (١٦) وصف المؤمنين بأنهم لا يتخذون من دون الله ولا الرسول ولا المؤمنين وليجة، وفي هذه الآية نهي عن اتخاذ الوليجة أو البطانة حتى من بين الآباء والإخوان إن كانوا على الكفر ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ﴾ من يجعلهم بطانة وحلفاء له ضد إخوانه المؤمنين ﴿فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ﴾ يظلمون أنفسهم وإخوانهم المؤمنين،
والواضح أن النهي ليس عن برّ الوالدين، ولا عن صلة الرحم، وإنّما النهي عن ولاية الحرب والنصرة للكفار النشطين في عداوة المؤمنين، انظر آيات [الممتحنة ٨/ ٦٠ - ٩].
٢٤ - ﴿قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ﴾ تفصيل للآية السابقة، أي مهما كانت أواصر القربى معهم ﴿وَعَشِيرَتُكُمْ﴾ كناية عن الروابط العصبية والقومية ﴿وَأَمْوالٌ اِقْتَرَفْتُمُوها﴾ اكتسبتموها ﴿وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها﴾ مكاسبكم المادية ﴿وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها﴾ رفاهتكم، والمعنى أنّ البراءة من عهود المشركين يجب أن تتم مع كل هذه الاعتبارات ﴿أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ﴾ إن كانت أواصر القربى الشديدة، والعصبية والقومية، والمصالح المادية والرفاهية الشخصية، هي التي ترجّح سلوككم وعلاقاتكم الاجتماعية، وهي عندكم فوق المبادئ والعقيدة والعمل ﴿فَتَرَبَّصُوا حَتّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ﴾ انتظروا يوم الجزاء في الآخرة، أو في الدنيا، لأن المجتمعات