١١٢ - بعد أن بينت الآيات (١٠١ - ١١١) مآل الكفار الذين استحبوا الدنيا على الآخرة وأنكروا الوحي والنبوات، تضرب هذه الآية مثلا بعاقبة المجتمعات التي تكفر نعم الله:
﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ﴾ القرية في التعبير القرآني هي المجتمع، والمعنى أن هذا المجتمع المطمئن الآمن كان يتمتع بأنعم الله الكثيرة، على سبيل الكفاية والترف ﴿فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ﴾ لم تشكر الله على نعمه، بل ادّعت وزعمت أن كل هذه النعم والرغد ناتجة من استحقاقها وجدارتها وحذاقتها لا غير، بل إنها أنكرت الديانات والرسل، وزعمت ما تسميه "العلمانية" مع العلم أن العلمانية تقتضي العلم بالشيء لا الجهل به وهو ما يأمر به الإسلام ﴿فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ﴾ تكون العاقبة الطبيعية لمثل هذه المجتمعات التفسخ والفساد الاجتماعي والأخلاقي، فالانهيار، وهو ما نشاهده اليوم في كثير من المجتمعات الغنية المتقدمة، أي إن العقاب يحل بها في الدنيا قبل الآخرة بسبب تغليبها القوانين الوضعية على الشرع الإلهي، ومن ذلك مثلا أنهم يحلّون اللواط بل يسمحون بالزواج المثلي في كنائسهم، وفي كل ذلك نقض لعهد الله من بعد ميثاقه،