حنيفا أي معرضا عمّا سواه، أو التوجه نحو الدين الحنيف ﴿وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ أصحاب الديانات والمعتقدات الباطلة.
﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظّالِمِينَ﴾ (١٠٦)
١٠٦ - ﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ﴾ من شركاء موهومين أو شفعاء أو وسطاء، لأن الدعاء هو مخ العبادة كما ورد في الحديث، فلا يجوز الدعاء لغيره تعالى ﴿ما لا يَنْفَعُكَ﴾ إن دعوته ﴿وَلا يَضُرُّكَ﴾ إن تركته ﴿فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظّالِمِينَ﴾ لنفسك، انظر آية [لقمان ١٣/ ٣١].
١٠٧ - ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ﴾ بنتيجة سبب من الأسباب الخاصة بكسب العبد، أو الأسباب القاهرة أو العامة وفق السنن الكونية ﴿فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ﴾ وقد جعل تعالى لكل شيء سببا يعرفه الخلق بتجاربهم، فالأمور تطلب بأسبابها مع الشكر لمسخّرها، فإن جهل المرء الأسباب أو أعياه طلبها دعا الله وحده دون غيره لكشفها ﴿وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ﴾ يهبه لك بتسخير أسبابه، أو بغير سعي من العبد ولا سبب ﴿فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾ لأنّ ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن ﴿يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ﴾ بكسب ومن غير كسب، وبسبب ما قدّره من السنن في الخلق وبغير سبب، ففضله تعالى على العباد بعموم رحمته، بخلاف الضرر الذي لا يقع إلاّ بسبب من الأسباب الخاصة بكسب العبد، أو بسبب عدم اتباع سننه في الخلق بما ينتج عنها من فساد الأفراد والمجتمعات والدول، انظر آية [النساء ٧٨/-٧٩]، ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ بإمهاله البشر وإعطائهم فرص التوبة والرجوع، فلولا مغفرته لهلك الناس بذنوبهم في الدنيا قبل الآخرة،