التقليد والقيود الاجتماعية، جمّدوا أفهامهم على مواقف مسبقة، فأصرّوا أن القرآن مفترى، وصمموا على الضلال والإضلال، وأغلقوا سمعهم وبصيرتهم عن دراسة القرآن دراسة موضوعية وبذهن منفتح.
﴿أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ﴾ (٢١)
٢١ - ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ في الدنيا والآخرة، خسروها بالسعي وراء الباطل في دنياهم ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ﴾ من عقائد مادية، وآلهة مختلقة، وشفعاء مزعومين، وأنصاف حقائق،
٢٣ - بعد أن ذكر تعالى عاقبة الكافرين وخسرانهم، أتبعه بذكر عاقبة المؤمنين وخلودهم في الجنة ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ بكل ما يجب التصديق به من القرآن وغيره ﴿وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ الأعمال الصالحات ﴿وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ﴾ خضعوا له وخشعوا واطمأنّت نفوسهم إليه ﴿أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾.
٢٤ - ﴿مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ﴾ المذكورين من الكفار والمؤمنين ﴿كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ﴾ الكفار الذين عميت بصيرتهم، وصمّوا آذانهم عن الحق ﴿وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ﴾ المؤمنون الذين أبصروا الحقيقة بعقولهم وسمعوا القرآن سماع تفهّم وتدبّر للمعاني ﴿هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً﴾ بل هما على طرفي نقيض في استخدام الملكات العقلية ﴿أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ أيها الكفار ما هو مغروس في فطرتكم من معرفة الخالق والتوحيد، بالعهد الفطري المقطوع عليكم عندما كنتم في الأصلاب،