٦ - ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ دعوة للتفكّر في دلائل معجزات الخلق إذ يستحيل أن يكون تكوين الأجنّة في الأرحام وخلق الكون المحكم مجرّد مصادفة فمن تدبّر ذلك آمن وأذعن واعتمد في حياته على هداية خالقه الذي أنشأه من العدم وهو أعلم بخلقه، انظر شرح آية [الأعراف ٧/ ١١].
٧ - ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ﴾ الكتاب هنا هو القرآن، والمحكم هو ما لا يتطرق إليه الخلل وبهذا المعنى وصف القرآن بأنه محكم إطلاقا بقوله تعالى: ﴿كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ﴾ [هود ١١/ ١]، لأنّه في منتهى الإحكام والإتقان، ووصف أيضا كلّه بالمتشابه بقوله تعالى: ﴿اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ﴾ [الزمر ٣٩/ ٢٣]، أي متجانسا في المحتوى وسالما من التناقض والتفاوت والاختلاف، قال تعالى: ﴿وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلافاً كَثِيراً﴾ [النساء ٤/ ٨٢].
﴿مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ﴾ هي الآيات الواضحات ذات الدلالة المحددة، ولا تحتاج في فهم معناها إلى التأويل ﴿هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ﴾ فهذه الآيات هي لبّ الكتاب وجوهره لأنّها الأصول والقواعد وهي آيات الأحكام والمواعظ وأسس الإيمان والعبادة والأخلاق والواجبات والمحرمات ودحض المعتقدات الباطلة ﴿وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ﴾ المتشابه ما يشتبه من الأمور أي يلتبس فيقال اشتبهت الأمور وتشابهت إذا التبست، وإذا احتملت من المعاني وجوها عديدة، ولا