١٢٢ - ﴿وَاِنْتَظِرُوا﴾ ما تتمنّون لنا من انتهاء أمرنا بالهلاك أو الفشل ﴿إِنّا مُنْتَظِرُونَ﴾ ما وعدنا ربّنا من النصر، وظهور هذا الدين ولو كره الكافرون.
١٢٣ - ﴿وَلِلّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ له وحده علم الغيب، ممّا لا يعرفه أحد من البشر ﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾ فيرجع إليه أمر المؤمنين وأمر الكفار ﴿فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾ ما دام عنده علم الغيب، وإليه ترجع الأمور، فاعبده كما أمرت، من عبادة شخصية قاصرة عليك، وعبادة متعدية النفع لغيرك، وهي الدعوة إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، وتوكل عليه ليتم لك ما وعدك، ما لا تبلغه باستطاعتك، فالتوكل لا يصح بغير العبادة، والأخذ بالأسباب المستطاعة، ومن دونهما يكون التوكّل من التمني الكاذب والآمال الخادعة، كما أن العبادة، وهي ما يراد به وجه الله من كل عمل، لا تكمل إلا بالتوكل الذي يكمل به التوحيد ﴿وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ﴾ من مؤمنين وكفار، فيوفيكم جزاءه في الدنيا والآخرة.