للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩) * وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ (٥٠)

٤٩ - ﴿نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ ذكر الرازي من لطائف الآية أنه تعالى لمّا ذكر المغفرة والرحمة بالغ في التأكيد بألفاظ ثلاثة: أولها قوله ﴿أَنِّي﴾ وثانيها قوله ﴿أَنَا﴾ وثالثها إدخال الألف واللام على قوله ﴿الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، ثم لم يذكر ذلك في العذاب، الآية التالية: ﴿وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ﴾ للمصرّين على الضلال،

﴿وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ﴾ (٥١)

٥١ - ﴿وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ﴾ وردت هذه القصة بمزيد من التفصيل في سورة هود بالآيات (٦٩ - ٨٣) ومناسبتها مع ما قبلها أن الآيتين السابقتين تؤكدان على مغفرته تعالى من جهة وعذابه من جهة، ثمّ في قصة إبراهيم قوله:

﴿قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضّالُّونَ﴾ (٥٦) في إشارة للآية (٤٩)، ثم وصف العذاب الذي لحق بقوم لوط في إشارة للآية (٥٠)،

﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ﴾ (٥٢)

٥٢ - ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ﴾ أي الملائكة جاؤوه في صورة بشر ﴿فَقالُوا سَلاماً﴾ أي قولا سلاما ﴿قالَ إِنّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ﴾ أي خائفون، قالها لامتناعهم عن الأكل كما ورد في سورة هود الآية (٧٠)، ولأن الضيف إذا أكل عند مضيفه امتنع إيذاؤه،

﴿قالُوا لا تَوْجَلْ إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ﴾ (٥٣)

٥٣ - ﴿قالُوا لا تَوْجَلْ﴾ لا تخف ﴿إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ﴾ وهو إسحق، وعليم لكونه نبيا،

﴿قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ (٥٤)

٥٤ - ﴿قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ﴾ لأنه بلغ من العمر ما يزيد عن مائة عام ﴿فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ فبأي أعجوبة تبشّروني؟ ما يفيد دهشته من البشارة،

<<  <  ج: ص:  >  >>