للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها من أكوان وخلائق ونظم وقوانين ﴿وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً﴾ فسلكه ينابيع في الأرض ﴿فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ﴾ كوسيلة من وسائل الحياة ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ﴾ السفن ﴿لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ﴾ بما أودع في البحر من سنن ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ﴾ تكون لكم شريانا للحياة.

﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ﴾ (٣٣)

٣٣ - ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ﴾ لا يفتران ولا ينقطعان عن الحركة في نظام كوني بديع يترتب عليه ما يترتب من فصول السنة وتغير المناخ وقوانين الفيزياء ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ﴾ يتعاقبان في تنظيمهما لحياة الإنسان فيهدأ الإنسان ليلا وينطلق نهارا في تحصيل معاشه.

﴿وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفّارٌ﴾ (٣٤)

٣٤ - ﴿وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ﴾ من للتبعيض، ومن كلّ ما سألتموه بحسب الحكمة والمصلحة ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها﴾ بحذف المضاف والتقدير إن تعدّوا آثار نعمة الله لا تحصوها لكثرتها ﴿إِنَّ الْإِنْسانَ﴾ جنس الإنسان ﴿لَظَلُومٌ﴾ يظلم نفسه بالجحود والمعصية ﴿كَفّارٌ﴾ شديد الكفران للنعم ولا يؤديها حقها من الشكر.

﴿وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اِجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاُجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ﴾ (٣٥)

٣٥ - بعد الآيات ٢٤ - ٣٤ التي ضرب تعالى فيها مثل الكلمة الطيبة ومثل الكلمة الخبيثة، وأنه تعالى يثبّت المؤمنين بالقول الثابت في الدنيا والآخرة، ويضلّ الظالمين الذين بدّلوا نعمة الله كفرا، وبعد الحض على الإنفاق وبيان دلائل التوحيد في السماوات والأرض، تأتي هذه الآيات (٣٥ - ٤١) لتضرب مثالا قصة إبراهيم فتروي جانبا منها ويأتي خلالها دعاء إبراهيم استكمالا لخطاب السورة ولبيان أن الطريق الوحيد للاستقامة هو طريق اليقين بوجود الله ﷿ وحده لا شريك له ونبذ الاعتقاد بأية "سلطة مشاركة" لله في الألوهية:

<<  <  ج: ص:  >  >>