﴿وأن النبي لا يسأل المؤمنين أجرا على الرسالة سوى تحقق المودة والمحبة بين بعضهم البعض: ﴿ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى﴾ (٢٣)،
ومع ذلك فإنّ الكفار في كل زمان يدّعون أنّ النبي افترى الرسالة، فلو كان الأمر كذلك لما أنزل تعالى عليه القرآن المعجز، بل على النقيض من ذلك فإنه ثبّت الإسلام بنزول القرآن منجّما على لسان نبيّه: ﴿أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ﴾ (٢٤)،
وفيه قبول توبة العباد وإحاطة علمه تعالى بهم: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ﴾ (٢٥)،
وفيه من الإعجاز والعبر ما يستجيب له ذوو الفطرة السليمة والعقول النيّرة، في حين ينكره من فسدت فطرته وتشنّج فكره على التقليد المتوارث:
وأن العبرة من بسط الرزق في الحياة الدنيا بالقدر المحدد تتضح تماما في الآخرة عندما يجمع الخلائق وتتحقق العدالة على أكمل وجه: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ (٢٧)،
ومن الرزق تنزيل الغيث على العباد القانطين: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (٢٨)﴾،