للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخر أو الطرف الآخر ﴿فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها﴾ عقاب الغفلة والمعصية ﴿ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ﴾ يتضاءل دونه كل خزي في الحياة الدنيا.

﴿يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اِسْتَهْزِؤُا إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ﴾ (٦٤)

٦٤ - ﴿يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ﴾ فينكشف نفاقهم، وهذا من طبيعة خوفهم، والحذر قد أوقعهم في حالة من الذعر (الآية ٥٧)، والضمير في قوله ﴿عَلَيْهِمْ﴾ و ﴿تُنَبِّئُهُمْ﴾ يعود للمؤمنين، وفي قوله ﴿قُلُوبِهِمْ﴾ يعود للمنافقين، لأن المنافقين يعيشون حياة الشك والذبذبة، فلا هم موقنون بنبوة محمد ، ولا هم متأكدون من العكس، فهم في ريبهم يترددون، وقد أهمّتهم الحياة الدنيا، ووضعوا نصب أعينهم المكاسب الدنيوية والخشية من فواتها ﴿قُلِ اِسْتَهْزِؤُا﴾ لأن النفاق استهزاء ﴿إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ﴾ في نهاية المطاف يكون مدى النفاق قصيرا ومحدودا، وسرعان ما ينكشف على الملأ.

ويحتمل المعنى أيضا عود كلّ الضمائر في قوله ﴿عَلَيْهِمْ﴾ و ﴿تُنَبِّئُهُمْ﴾ و ﴿قُلُوبِهِمْ﴾ على المنافقين، لأن السورة تنزّل على النبي ، ومن ثمّ على المجتمع بكامله، فتنبيء المنافقين بما في قلوبهم من خداع النفس: ﴿وَما يَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة ٩/ ٢]، والمغزى أنهم يخشون من مواجهة خداع أنفسهم.

﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ﴾ (٦٥)

٦٥ - ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ﴾ أيها النبيّ عن نفاقهم، فواجهتهم بحقيقتهم، وما ينشرون في غيابك من التهكّم، كما في الآية (٦١)﴾، والتثبيط عن غزو الروم، والسخرية من عزم المسلمين على مجابهة دولة كبرى، والنميمة وإشاعة الشائعات ﴿لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ﴾ خافوا ولم يستطيعوا الإنكار،

<<  <  ج: ص:  >  >>