﴿فتبدّل الأرض غير الأرض والسماوات: ﴿وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ (٨ - ٩)
ويوقن المشكّك يومئذ أن لا مفرّ: ﴿يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ﴾ (١٠)
وأن لا ملجأ له من الله إلاّ إليه، ولا شيء يعتصم به من أمر الله: ﴿كَلاّ لا وَزَرَ * إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ﴾ (١١ - ١٢)
ويجد نفسه في مواجهة أعماله، ليس فقط ما قام به، بل أيضا ما أهمل من العمل الذي كان عليه أن يقوم به: ﴿يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ﴾ (١٣)
وتشهد نفسه عليه: ﴿بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾ (١٤)
فلا تنفعه الأعذار إذ هو شاهد على نفسه: ﴿وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ﴾ (١٥)
وعلم الساعة من الوضوح في القرآن الكريم بحيث لا ينكرها إلاّ مكابر مستكبر كما في قوله تعالى:(﴿وَإِنَّهُ﴾ - أي القرآن الكريم - ﴿لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها﴾)[الزخرف ٦١/ ٤٣]،
لذا تحضّ الآيات التالية الإنسان على التمعن في فهم القرآن وتنهى عن العجلة في التوصل لمعانيه اعتمادا على نصوص مجتزأة منه إذ لا يمكن فهم القرآن إلا بالنظر إليه ودراسته كوحدة متكاملة: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ﴾ أي أيها الإنسان ﴿لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ (١٦ - ١٧)
وعليك أيها الإنسان تتبّع معانيه: ﴿فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ (١٨) والقراءة منسوبة للذات العلية لأنه تعالى مصدر الوحي،
ومن التأني والتمعن في القراءة تتبين المعاني من فهم القرآن ككلّ: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (١٩)﴾، ونظيره قوله تعالى: ﴿وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [طه ١١٤/ ٢٠]، لأنّ القرآن كلّه كالسورة الواحدة، لقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ [الحجر ٩١/ ١٥].