للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ المؤمنون بالآخرة حقا ويقينا يؤمنون بالضرورة بهذا الكتاب المبارك ﴿وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ﴾ يؤدونها بحقها وخشوعها، ملتزمين بمعناها وهدفها الحقيقي وما يترتب عليها من الالتزام، ولا يؤدونها طقوسا شكلية فارغة المحتوى، ولا كالذين هم عن صلاتهم ساهون المشار إليهم بآية [الماعون ١٠٧/ ٥].

ويلاحظ أن هذه الآية قد ذكرت أربعة خصائص للقرآن الكريم:

١) أنه كتاب مبارك.

٢) أنه مصدق ما بقي من الوحي الذي نزل على الأنبياء من قبل.

٣) أنه موجه للبشرية جمعاء.

٤) أن الذين يؤمنون بالآخرة إيمانا يقينيا ويحافظون على الهدف والمغزى من الصلاة لا بد أن يكونوا من المؤمنين به إذا اطلعوا عليه.

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ﴾ (٩٣)

٩٣ - ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً﴾ بأن قال ما أنزل الله على بشر من شيء، وأنكر النبوات ﴿أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ﴾ بادعاء النبوة، كما ادعاها بولس مؤسس المسيحية ﴿وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ﴾ إما مدعيا النبوة، أو معتقدا أن القوانين الوضعية يمكن أن تحل محل الشريعة، أو يكتب من عنده وينسبه إلى الله تعالى، كما هي الحال في كتب اليهود والمسيحية، أو زاعما على سبيل التهكم أن القرآن من عند محمد.

﴿وَلَوْ تَرى إِذِ الظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ﴾ الخطاب للرسول ، ولكل من سمع وقرأ، وغمرات الموت هي سكراته وشدته

<<  <  ج: ص:  >  >>