للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ (١٨٨)

١٨٨ - ﴿لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا﴾ يفرحون بما فعلوا من أنواع الخبث والغش والنفاق والدجل والجري وراء المادة ﴿وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا﴾ ويحبون أن يحمدوا بأنهم أهل الدين والبر والتقوى والصدق، وهم المنافقون في كل الأيام والعصور، وينطبق هذا الوصف أيضا على اليهود والنصارى الذين حرفوا كتبهم ويفسرونها على وجوه باطلة ويرجونها على الناس من ضعاف العقول والجهلة - ويعتبرون أنفسهم مبشّرين -، والفرح المشار إليه هو فرح الغرور المبني على الخداع، وليس فرح السعادة الحقيقية للنفس الصادقة ﴿فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ﴾ لا تحسبنّ أيها المؤمن أنهم بمنجاة من العذاب الدنيوي الذي يصيب الأفراد والأمم إذا ابتلوا بالنفاق والخداع والفساد فيحلّ بهم التدهور الاجتماعي والأخلاقي والمادي ﴿وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ في الآخرة.

﴿وَلِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (١٨٩)

١٨٩ - ﴿وَلِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ تتمة للخطاب من الآية (١٨٦) والآيات التي تلتها، والمغزى أن المؤمنين لا يجب أن يصابوا باليأس أو الحزن، لأن الأمور بيد الله، والباطل لا يدوم، فسرعان ما تتغير الأمور من حال إلى حال.

﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاِخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ﴾ (١٩٠)

١٩٠ - ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاِخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ﴾ هذه الآية، ومثيلاتها في القرآن الكريم كثيرة، دعوة لأولي الألباب من الناس للتفكر في معجزة الخلق والظواهر الطبيعية التي تدل على وجود الخالق ووحدانيته، ونلاحظ أن تعبير أولي الألباب ورد أيضا في أول هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>